للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: بينما النبى صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة قائماً إذ قدمت عير المدينة، فابتدرها (١) أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لم يبق منهم إلا اثنى عشر رجلاً فيهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهم ونزلت الآية: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} (٢) ،

ولذا لم يشنع عليهم، ولم يتوعدهم سبحانه وتعالى بعذاب ولم يعاتبم الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً " (٣) .

ورد آخر على هذه القصة وهو: أنه ورد فى بعض الأخبار أنها وقعت لما كان النبى صلى الله عليه وسلم يقدم الصلاة على الخطبة يوم الجمعة، وانفضاضهم وقع فى الخطبة، وليس فى الصلاة كما هو الظاهر من بعض الروايات، والتى ركز عليها بعض الرافضة، كمحمود أبو رية (٤) ،


(١) ابتدرها: أى أسرعوا إليها. لسان العرب ٤/٤٨.
(٢) الآية ١١ من سورة الجمعة، والحديث أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الجمعة، باب فى قوله تعالى: "وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا" ٣/٤١٥ رقم٨٦٣، والبخارى (بشرح فتح البارى) كتاب التفسير، باب تفسير "وإذا رأوا تجارة أو لهواً " ٨/٥١١ رقم ٤٨٩٩.
(٣) مختصر التحفة الإثنى عشرية ص ٢٧٢ بتصرف. وينظر: روح المعانى للألوسى ٢٨/١٠٧.
(٤) كاتب مصرى كان منتسباً إلى الأزهر فى صدر شبابه، فلما انتقل إلى مرحلة الثانوية الأزهرية أعياه أن ينجح فيها، اكثر من مرة، فعمل مصححاً للأخطاء المطبعية بجريدة فى بلده، ثم موظفاً فى دائرة البلدية حتى أحيل إلى التقاعد، من مصنفاته التى طعن فيها فى السنة المطهرة والسيرة الواردة فيها. أضواء على السنة، وقصة الحديث المحمدى، وشيخ المضيرة (أبو هريرة) ينظر: السنة ومكانتها فى التشريع للدكتور السباعى ص٤٦٦.وينظر استدلاله بهذه الشبهة فى كتابه أضواء على السنة ص ٣٥٩.

<<  <   >  >>