للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حتى وجدنا من يجهر من الرافضة قائلاً: "معاوية بن أبى سفيان رضي الله عنه" - كافر ابن كافر - ولعنة الله على معاوية، فقد بغى على الحق، وخرج على طاعة الإمام علىّ، وشتت شمل المسلمين، وفرق كلمتهم، فأساس فرقة المسلمين إلى الآن هو معاوية الذى خرج عن طاعة الإمام على بن أبى طالب رضي الله عنه" (١) .

...

والجواب عن هذا الإفك يطول (٢) ، وهو بحاجة إلى تحقيق دقيق (٣) . أكتفى هنا بخلاصة القول.

وهو أنه لا حجة لهم فى الحديث، ولا فى الفتن التى وقعت بين سلفنا الصالح - رضوان الله عليهم أجمعين- والتى أشعلها سلفهم من الخوارج، والرافضة، والزنادقة.

فقوله: "لا ترجعوا بعدى". بصيغة النهى والتحذير من قتال المؤمن.

وإطلاق الكفر على قتال المؤمن محمول على معانى متعددة:

١- مبالغة فى التحذير من ذلك، لينزجر السامع عن الإقدام عليه وليس ظاهر اللفظ مراداً، أو أنه على سبيل التشبيه لأن ذلك فعل الكافر " (٤) .

والمعنى لا تفعلوا فعل الكفار فتشبهوهم فى حالة قتل بعضهم بعضاً (٥) .

٢- وقيل: المعنى كفاراً بحرمة الدماء، وحرمة المسلمين، وحقوق الدين.

٣- وقيل: كفاراً بنعمة الله عز وجل.

٤- وقيل: المراد ستر الحق، والكفر لغة الستر، لأن حق المسلم على المسلم أن ينصره ويعينه، فلما قاتله كأنه غطى على حقه الثابت له عليه.


(١) قال ذلك الرافضى حسن شحاته (قبحه الله تعالى) ينظر: مجلة روز اليوسف العدد٣٥٦٢ ص٣٥.
(٢) سيأتى الدفاع عن سيدنا معاوية رضي الله عنه فى المبحث السادس: من أراد معاوية رضي الله عنه فإنما أراد الصحابة جميعاً رضي الله عنهم.
(٣) ممن حقق فى تلك الفتن الإمام ابن العربى فى العواصم من القواصم، وابن تيمية فى منهاج السنة. وغيرهما والأمر فى حاجة إلى مزيد من التحقيق. والله أعلم.
(٤) ينظر: فتح البارى ١٣/٣٠ أرقام ٧٠٧٦ - ٧٠٨٠.
(٥) ينظر: المصدر السابق ١/٢٦٢ رقم ١٢١.

<<  <   >  >>