للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثالثاً: أما ما زعمه غلاة الشيعة، والمستشرقون، ودعاة اللادينية: أن بداية الوضع كانت فى زمن النبى صلى الله عليه وسلم ووقعت من صحابته الكرام، واستدلالهم على ذلك بالروايات السابقة (١) . وغيرها مما جاء فيها تخطئة بعض الصحابة لبعضهم، واستشهادهم بذلك على أنهم كانوا يشكون فى صدق بعضهم بعضاً، وأنهم كانوا يكذِّب بعضهم بعضاً، وأنهم تسارعوا على الخلافة وانقسموا شيعاً وأحزاباً (وأخذ كل حزب يدعم موقفه بحديث يضعه على النبى صلى الله عليه وسلم، واشتد ذلك الأمر فى العصر الأموى، والعباسى حيث تحولت تلك الأكاذيب إلى أحاديث، وتم تدوينها فى العصر العباسى ضمن كتب الحديث الصحاح) (٢) .

فهذا لا يقوله إلا قوم امتلأت قلوبهم حقداً وبغضاً على من اختارهم واصطفاهم ربهم عز وجل لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وتبليغ رسالته إلى الخلق كافة.

وهذا الكذب ترديد لما قاله قديماً جولد تسيهر (٣)


(١) ينظر: أضواء على السنة ص ٦٥، والسنة ودورها فى الفقه الجديد ص ١٣٩، وإنذار من السماء ص ٧٠٠، ٧٠١، ودين السلطان ص ٢٥٨، ٣٢٥، وتبصير الأمة بحقيقة السنة ص ٢٩٤،٤٢٨، وفجر الإسلام ص ٢١١، ومعالم المدرستين المجلد ١/٤٣٥، والنص والاجتهاد عبد الحسين شرف الدين ص ٣٣٥، وتأملات فى الحديث عند السنة والشيعة زكريا داود ص ١٢٦، ودراسات محمدية ترجمة الأستاذ الصديق بشير نقلاً عن مجلة كلية الدعوة بليبيا العدد ١٠ ص٥٣٩.
(٢) قاله أحمد صبحى فى كتابه الحسبة ص ١٠، ٣٩، وينظر مجلة روزاليوسف العدد ٣٥٦٣ ص ٣٥، والصلاة فى القرآن ص٥٦،٥٧، وينظر: الحديث فى الإسلام للمستشرق الفريد غيوم ص٢٠-٣٠ نقلاً عن منهجية جمع السنة وجمع الأناجيل للدكتورة عزية على طه ص ٥٧، ٥٨.
(٣) مستشرق مجرى يهودى، رحل إلى سورية وفلسطين ومصر، ولازم بعض علماء الأزهر، له تصانيف باللغات
الألمانية، والإنجليزية، والفرنسية، ترجم بعضها إلى العربية، قال الدكتور السباعى: عرف بعدائه للإسلام،
وبخطورة كتاباته عنه، وهو من محررى دائرة المعارف الإسلامية، كتب عن القرآن والحديث، ومن كتبه: تاريخ
مذاهب التفسير الإسلامى، والعقيدة والشريعة فى الإسلام، وغير ذلك مات سنة ١٩٢١م له ترجمة فى: الأعلام
للزركلى ١/٢٨٤، والاستشراق للدكتور السباعى ص٣١، ٣٢، وآراء المستشرقين حول القرآن وتفسيره
للدكتور عمر إبراهيم ١/١٦١، ١٦٢.

<<  <   >  >>