للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: " إن حوضى لأبعد من أَيَلَةَ مِن عَدَنٍ (١) ، والذى نفسى بيده! إنى لأزودُ عنه الرجال كما يَزُودُ الرجلُ الإبلَ الغريبةَ عن حوضه "، قالوا: يا رسول الله! أو تعرفنا؟ قال: " نعم تَرِدُون علىَّ غُرًّا مُحَجَّلينَ من آثار الوضوء. ليست لأَحدٍ غَيْرِكُم " (٢) .

...

ولو افترضنا أن المراد بالأصحاب فى الحديث، الأصحاب فى زمنه صلى الله عليه وسلم.

فالمراد بهم: الذين صاحبوه صحبة الزمان والمكان مع نفاقهم، كما سبق من قوله تعالى: {ما ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} (٣) .

وعلى هذا فالمراد بالمرتدين من أصحابه فى الحديث هم الذين ارتدوا من الأعراب على عهد الصديق رضي الله عنه.

وقد علمت أن التعريف الإصطلاحى للصحابة يخرج من ارتد ومات على ردته - والعياذ بالله -.


(١) أيلة: مدينة على ساحل بحر القلزم (البحر الأحمر حالياً) مما يلى الشام. معجم البلدان ١/٣٤٧، وعدن: مدينة مشهورة على ساحل بحر الهند من ناحية اليمن. معجم البلدان ٤/١٠٠، وبحر الهند يسمى الآن المحيط الهندى.
(٢) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الطهارة، باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل فى الوضوء ٢/١٣٧ رقم ٢٤٨. وينظر: مختصر التحفة الإثنى عشرية ص ٢٧٢.
(٣) الآية ٢ من سورة النجم.

<<  <   >  >>