(٢) المنهج الإسلامى فى الجرح والتعديل ص ٢٧٣، وسبقهم إلى ذلك الإمام ابن حزم فى كتابة الإحكام فى مباحث المرسل فصل (ليس كل من أدرك النبى صلى الله عليه وسلم ورآه صحابياً ٢/٢١٨. فبعد أن روى الحديث السابق من رواية بريدة رضي الله عنه وفى إسناده أيضاً "صالح بن حيان القرشى"، قال ابن حزم: فهذا من كان فى عصره صلى الله عليه وسلم يكذب عليه كما ترى فلا يقبل إلا من سمى وعرف فضله، وقبل ذكره للحديث قال: "وقد كان فى المدينة فى عصره عليه السلام منافقون بنص القرآن، وكان بها أيضاً من لا ترضى حاله "كهيت" المخنث الذى أمر عليه السلام بنفيه، والحكم ابن أبى العاص الطريد وغيرهما، فليس هؤلاء ممن يقع عليهم اسم الصحابة أ. هـ. وهذا الذى قاله الإمام ابن حزم قبل روايته لحديث بريدة يؤكد حمله تلك الرواية على رجل من المنافقين، لا على أحد من الصحابة العدول الثقات. ومن العجب أن محمود أبو رية استشهد برواية ابن حزم ولم ينقل كلامه السابق. بنظر: أضواء على السنة ص ٦٥، وتابعه على ذلك من الشيعة زكريا عباس داود فى كتابه تأملات فى الحديث ص ١٢٣، كما لم يلتفت الأستاذ أبو غدة –رحمه الله- إلى أن ابن حزم حمل رواية بريدة على رجل من المنافقين، فغلط الأستاذ أبو غدة الإمام ابن حزم ظناً منه أنه اعتد بصحة الحديث عندما ذكره فى موضعين من كتابه. ينظر: لمحات من تاريخ وعلوم الحديث للأستاذ أبو غدة ص ٥٨ هامش.