الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه وسلم
أيها السَّادة:
أملنا وثيق في أن تنهض هذه الجمعية وتضرب بجناحيها في إقبالٍ ونجاح، وما علينا إلا أن نبتغي بها الأسباب التي تصعد بالجماعات إلى أن تكون عزيزة الجانب ثابتة الأقدام.
ومن خير هذه الأسباب وأقربها إلى الغاية المنشودة صَرْفُنا العنايةَ في إتقان صناعة البيان، ومن أجل هذا اخترتُ أن ألقي كلمةً في الخطابة عند العرب، فقد كانت مظهرًا من مظاهر الإبداع، وعاملاً من عوامل الإصلاح.
ولا بأس في أن أفتتح هذه الكلمة بالحديث عن حقيقة الخطابة في لسان الفلسفة وإن كانت وجهتُنا أدبيَّةً، فإنَّ للوجهة الأدبية في هذا الموضوع صلةً بالوجهة الفلسفية.