للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الربع طلبهم للعلم]

كان الخلفاء في ذلك الوقت مع واقعهم السياسي تظهر فيهم نزعة دينية وعلمية تتمثل في استقامتهم وامتثالهم للأوامر الشرعية وحبهم للعلماء والأخذ بآرائهم وأقوالهم الشرعية، وكان بعضهم علاوة على ذلك كله كان هو بنفسه ينخرط بسلك طلاب العلم على قدره.

فقد كان المقتفي عالمًا أديبًا كتب في خلافته وسمع الحديث (١)، وكان أول أمره متشاغلا بالدين ونسخ العلوم وقراءة القرآن، وقد روى عنه إمامه أبو منصور الجواليقي اللغوي والوزير بن هبيرة وغيرهما (٢).

وقد كان المستنجد بديع النظم وبليغ النثر له معرفة بآلات الفلك وغير ذلك (٣)، أما الناصر، فقد أجاز له جماعة منهم أبو الحسن (٤) عبد الحق اليوسفي، وأبو


(١) تاريخ الخلفاء، ص ٧٠٠.
(٢) نفس المرجع ص ٧٠١.
(٣) نفس المرجع ص ٧٠٤.
(٤) عبد الحق بن عبد الخالق بن أحمد اليوسفي، توفي عام ٥٧٥ هـ عن إحدى وثمانين سنة، انظر شذرات الذهب، جـ ٤ ص ٢٥١.

<<  <   >  >>