للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يفعله بملائكته يضيفه إلى نفسه بصيغة الجمع , مثل الآيتين التي ذكر الشيخ " فإذا قرأناه فاتبع قرآنه " [القيامة: ١٨] فالمراد: قراءة جبريل القرآن على النبي - عليه الصلاة والسلام - وقوله: " يجادلنا في قوم لوط " [هود: ٧٤] فالملائكة رسل الله والمجادِل للرسول مجادِل لمن أرسله , فالله - تعالى - يضيف إلى نفسه ما يفعله بملائكته , وشواهد هذا في القرآن كثيرة , وهو أمر معروف في خطاب الناس بعضهم لبعض , المرسَل يقوم مقام من أرسله , ولهذا يقول - مثلا - قلنا لك وفعلنا لك، وإنما قالَ أو فعلَ بواسطة الرسول , يقول القائل: كتبت , كتبنا , كتبت إلى فلان كتابًا , وقد لا يكون خطه بيده , وإنما كتبه الكاتب , بخلاف ما لو قال: كتبت بيدي؛ فإذا قال: كتبت بيدي، تَعَيَّنَّ أنه كتبه بيده؛ لكن مجرد أن يقول: كتبت أو كتبنا؛ فقد يكون بواسطة كاتب وقد يكون بيده.

<<  <   >  >>