للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد جعل الله سبحانه لكل عمل من الأعمال المحبوبة له والمسخوطة أثرًا وجزاء ولذة وألمًا يخصه، لا يشبه (١) أثر الآخر وجزاؤه، ولهذا تنوعت لَذَّات أهل الجنة وآلام أهل النار، وتنوع ما فيهما من الطيبات والعقوبات، فليست لذة من ضَرَبَ في كل مرضاةٍ لله (٢) بسهم وأخذ (٣) منها بنصيب كَلَذَّة من أنمى سهمه ونصيبه في نوعٍ واحدٍ منها، ولا ألمُ من ضرَب في كل مسخوط لله بنصيب وعقوبته كألم من ضرب بسهمٍ واحدٍ من مساخطه.

وقد أشار النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أن كمال ما يُستمتع به من الطيبات في الآخرة بحسب كمال ما قابله من الأعمال في الدنيا، فرأى قنوًا من حشف معلقًا في المسجد للصدقة، فقال: «إن صاحب هذا يأكل الحشف يوم القيامة» (٤)، فأخبر أن جزاءه [ظ/ق ١٢ ب] يكون من جنس


(١) في (أ، ب): «لا يشبهه».
(٢) في (ظ): «مرضاةِ اللّهِ للّه»، وفي (أ): «مرضاةِ لله»، وفي (ت): «مرضاةٍ بسهم».
(٣) في (أ، ظ): «واحدٍ».
(٤) أخرجه أبو داود (١٦٠٨)، وابن ماجه (١٨٢١)، والنسائي (٢٤٩٣)، وأحمد (٣٩/ ٣٩٨، ٤٢٦) رقم (٢٣٩٧٦، ٢٣٩٩٨)، وابن خزيمة (٢٤٦٧)، وابن حبان (٦٧٧٤)، والحاكم (٤/ ٤٧٢) (٨٣١٠) وغيرهم من طريق صالح بن أبي عريب عن كثير بن مُرَّة عن عوف بن مالك فذكره مطولًا.
قلت: صالح بن أبي عريب، روى عنه جماعة، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن القطان: «لا يُعرف له حال، ولا يُعرف»، وقال ابن حجر: «مقبول». ... =
= ... لكن صحَّح حديثه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، ولم يتعقَّبه الذهبي. انظر: تهذيب الكمال (١٣/ ٧٣) مع الحاشية.

<<  <  ج: ص:  >  >>