للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوقهم، ولا يراه المؤمنون في الدار الآخرة عيانًا بأبصارهم من فوقهم، ولا تجوز الإشارة إليه بالأصابع إلى فوق، كما أشار إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - في أعظم مجامعه في حجة الوداع إليه، وجعل يرفع إصبعه إلى السماء وينكبها إلى الناس ويقول: اللهم اشهد (١).

قال شيخ الإسلام (٢): «وهذا كتاب الله من أوله إلى آخره، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وعامة كلام الصحابة والتابعين، وكلام سائر الأئمة؛ مملوء بما هو نصٌّ أو ظاهر (٣) في أن الله سبحانه وتعالى فوق كل شيء، وأنه فوق العرش، فوق السماوات مستو على عرشه.

مثل قوله تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ .. } الآية [فاطر/ ١٠].

وقوله تعالى: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} [آل عمران/ ٥٥].


(١) أخرجه مسلم في صحيحه (١٢١٨) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما مطوَّلًا في حجة الوداع.
وأخرجه البخاري في صحيحه رقم (١٦٥٤، ٦٦٦٧) من حديث أبي بكرة رضي الله عنه مطوَّلًا.
(٢) كما في مجموع الفتاوى (٥/ ١٢، ١٣) نحوه.
(٣) في الفتاوى: «مملوء بما هو إمَّا نصٌّ، وإما ظاهر».

<<  <  ج: ص:  >  >>