للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أن يسألوه عن مسألة بين يدي الوزير يُعنتونه (١) بها؛ فإن أجاب بما كان (٢) يجيب بهراة سقط من عين الوزير، وإن لم يجب سقط من عيون (٣) أصحابه وأهل مذهبه، فلمَّا دخل واستقر به المجلس انتدب له رجل من الجماعة، فقال: يأذن الشيخ الإمام في أن أسأل مسألة؟ فقال: سل. فقال: لِمَ تلعن أبا الحسن الأشعري؟ فسكت. وأطرق الوزير لِمَا علم من جوابه، فلمَّا كان بعد ساعة قال له الوزير: أجِبْه. فقال: أنا (٤) لا ألعن الأشعري، وإنما ألعن من لم يعتقد أن الله في السماء، وأن القرآن في المصحف، وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم اليوم نبي. ثم قام وانصرف فلم يمكن أحدًا أن يتكلَّم بكلمة من هيبته وصولته وصلابته، فقال الوزير للسائل ومن [ب/ق ٤٧ أ] معه: هذا أردتم؟ كنا نسمع أنه يذكر هذا بهراة، فاجتهدتم (٥) حتى سمعناه بآذاننا، وما عسى أن أفعل به، ثم بعث خلفه خِلَعًا وصِلَة فلم يقبلها، وخرج من فوره إلى هراة (٦).

وهذا القول في النبوة بناء على أصل الجهمية وأفراخهم: أن الروح


(١) في (ت، ع): «يفتنونه».
(٢) من (ظ) فقط.
(٣) في (أ، ت): «أعين»، وفي (ع): «عين».
(٤) سقط من (أ، ت، ع). وفي ذيل الطبقات «لا أعرف الأشعري».
(٥) في (ب، ع): «فاجتهد»، وكتب ناسخ (ب) عليها: «كذا».
(٦) انظر: ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب (١/ ٥٤، ٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>