للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما بذروه، فيا شِدة الحسرة عندما يعاين (١) المبطل سعيه وكده هباءً منثورًا، ويا عظم المصيبة عندما تتبين بوارق آماله وأمانيه خُلَّبًا غرورًا!

فما ظن من انطوت سريرته على البدعة والهوى والتعصب للآراء بربه سبحانه وتعالى يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِر (٢)؟ وما عذر مَن نبَذ كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وراء ظهره في يوم لا ينفع فيه (٣) الظالمين المعاذر (٤)؟ أفيظن (٥) المُعرِض عن كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن ينجو غدًا بآراء الرجال، أو (٦) يتخلَّص من مطالبة الله تعالى له بكثرة البحوث والجدال، أو ضروب الأقيسة وتنوع الأشكال، أو بالشطحات (٧) والإشارات وأنواع الخيال؟ هيهات! والله لقد ظن أكذب الظن، ومنَّته نفسه أبين المحال، وإنما ضمِنت النجاة لمن حكَّم هدى الله تعالى على غيره، وتزود التقوى، وأتمَّ بالدليل وسلك الصراط المستقيم، واستمسك من التوحيد واتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها، والله سميع عليم.


(١) من قوله: «الحصاد لما عاينوا» إلى هنا سقط من (ب).
(٢) يُشير إلى قوله تعالى: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} [الطارق/ ٩].
(٣) من (ظ) فقط.
(٤) يُشير إلى قوله تعالى: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [غافر/٥٢].
(٥) في (أ، ت): «فيظن»، وهو خطأ.
(٦) من (أ، ت).
(٧) في (ع، أ، ت): «بالشبهات».

<<  <  ج: ص:  >  >>