للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَفِي الْأَرْضِ} [الأنعام/٣]، وبقوله تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة/٧] وزعموا أن الله سبحانه في كل مكان بنفسه وذاته، تبارك اسمه (١) وتعالى جده.

قيل لهم: لا خلاف بيننا وبينكم وبين سائر الأمة أنه ليس في الأرض دون السماء بذاته، فوجب حمْل هذه الآيات على المعنى الصحيح المجمع (٢) عليه، وذلك أنه في السماء إله معبود من أهل السماء، وفي الأرض إله معبود من أهل الأرض، وكذا قال أهل العلم بالتفسير، وظاهر هذا التنزيل يشهد أنه على العرش، فالاختلاف في ذلك ساقط، وأسعد الناس به من ساعده الظاهر، وأما قوله في الآية الأخرى: {وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ} فالإجماع والاتفاق قد بيَّن أن المراد بأنه معبود من أهل الأرض. فتدبر هذا فإنه قاطع.

ومن الحجة أيضًا في أنه عز وجل على العرش فوق السماوات السبع: أن الموحدين أجمعين من العرب والعجم (٣) إذا كربهم أمرٌ ونزلت (٤) بهم شدة رفعوا وجوههم إلى السماء، ونصبوا أيديهم رافعين


(١) سقط من (ب)، ووقع في (ظ): «الله» بدل «اسمه» وكتب عليها الناسخ: «كذا».
(٢) في (أ، ب، ت، ع، مط): «المجتمع».
(٣) في (ب): «من العجم والعرب».
(٤) في (أ، ب): «أو نزلت».

<<  <  ج: ص:  >  >>