للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صفًّا (١)؛ لعرض الأمم وحسابها وعقابها وثوابها، فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء، وأنه يرضى عن الطائعين، ويحب التوابين، ويسخط على من كفر به ويغضب، فلا يقوم شيء لغضبه.

وأنه فوق سماواته على عرشه دون أرضه، وأنه في كل مكان بعلمه، وأن لله سبحانه كرسيًّا، كما قال عز وجل: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}، وكما (٢) جاءت به الأحاديث: أن الله سبحانه يضع كرسيه يوم القيامة لفصل القضاء.

وقال مجاهد: «كانوا يقولون ما السماوات والأرض في الكرسي إلا كحلقةٍ ملقاةٍ في فلاةٍ من الأرض» (٣).


(١) يشير إلى قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر/٢٢].
(٢) في (ب، ظ): «وبما».
(٣) أخرجه سعيد بن منصور في السنن، التفسير رقم (٤٢٥)، والدارمي في النقض على بشر المريسي رقم (١٠١)، من طريق الأعمش عن مجاهد فذكر نحوه.
والأعمش يدلس عن مجاهد، ولعل هذا مما دلسه على مجاهد والواسطة بينهما ليث بن أبي سليم فرواه سفيان الثوري وجرير وقيس ومعتمر بن سليمان كلهم عن ليث عن مجاهد بنحوه.
أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (٤٥٦)، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة في العرش (٤٥، ٥٩)، وأبو الشيخ في العظمة (٢١٨، ٢٤٩)، لكن قال قيس ومعتمر «العرش» بدل «الكرسي».
ولعل هذا الاضطراب من ليث فإنه ضعيف، والأثر مداره عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>