للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقاس [ب/ق ٣٧ أ] على شيء من خلقه؟ أو يجري بينه وبينهم تمثيل أو تشبيه؟ تعالى عما يقول الظالمون علوًّا كبيرًا.

فإن قال قائل: إذا وصفنا ربنا تعالى بأنه كان في الأزل لا في مكان، ثم خلق الأماكن فصار في مكان، وفي ذلك إقرار منَّا فيه بالتغيير والانتقال؛ إذ زال عن صفته في الأزل، وصار في مكان دون مكان.

قيل له: وكذلك زعمت أنت (١) أنه كان لا في مكان، ثم صار في كل مكان، فنقل صفته من الكون لا في مكان إلى صفة هي الكون في كل مكان، فقد تغيَّر عندك معبود وانتقل من لا مكان إلى كل مكان.

فإن قال: إنه كان في الأزل في كل مكان ـ كما هو الآن ـ فقد أوجب الأماكن والأشياء (٢) معه في أزليته، وهذا فاسد.

فإن قال: فهل (٣) يجوز عندك أن ينتقل من لا مكان في الأزل إلى مكان.

قيل (٤) له: أما الانتقال وتغير الحال فلا سبيل إلى إطلاق ذلك


(١) سقط من (ب): «زعمت أنت».
(٢) في (أ، ت): «الأشياء والأماكن».
(٣) في (أ، ت): «هل».
(٤) في (ت): «فقل».

<<  <  ج: ص:  >  >>