للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يؤمن به فقال: لله تعالى أسماء وصفات، جاء بها كتابه وأخبر بها نبيه أمته، لا يسع أحدًا من خلق الله قامت عليه الحجة ردها (١)؛ لأن القرآن نزل بها، وصح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القول بها فيما روى عنه العدل (٢). فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجة عليه فهو كافر، فأما قبل ثبوت الحجة عليه فمعذور بالجهل؛ لأن علْم ذلك لا يُدرك بالعقل ولا بالروية والفكر (٣). ولا نكفر (٤) بالجهل بها أحدًا إلا بعد انتهاء الخبر إليه بها. ونُثبت هذه الصفات وننفي عنها التشبيه، كما نفى التشبيه عن نفسه، فقال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى/١١].

وصح عن الشافعي أنه قال: خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه حق (٥)، قضاها الله في سمائه وجمع عليها قلوب عباده (٦)، ومعلوم أن المقضي في الأرض، والقضاء فعله سبحانه وتعالى المتضمن لمشيئته وقدرته.


(١) في (ب): «ردُّهما».
(٢) في إحدى النسخ الخطية لكتاب ابن قدامة: «العدول»، وكلاهما جائز صحيح.
(٣) في (ب): «والقلب».
(٤) في (ب، ظ): «يكفر».
(٥) سقط من (ب).
(٦) كذا في جميع النسخ، وفي إثبات صفة العلو (ص/١٨١)، رقم (٩٣): «أصحاب نبيه - صلى الله عليه وسلم -» بدل «عباده».

<<  <  ج: ص:  >  >>