للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خلق آدم بيده وأسكنه جنته، وقبل ذلك للأرض خلقه، ونهاه عن شجرة قد نفذ قضاؤه عليه بأكلها، ثم ابتلاه بما نهاه عنه منها، ثم سلَّط عليه عدوه فأغواه عليها، وجعل أكله [إلى الهبوط] (١) إلى الأرض سببًا، فما وجد إلى ترك أكلها سبيلًا، ولا عنه لها مذهبًا.

ثم خلق للجنة من ذريته أهلاً، فهم بأعمالها (٢) بمشيئته عاملون، وبقدره وإرادته منفذون (٣). وخلق من ذريته للنار أهلًا، فخلق لهم أعيُنًا لا يبصرون بها، وآذانًا لا يسمعون بها، وقلوبًا لا يفقهون بها، فهم بذلك عن الهدى محجبون، وبأعمال أهل النار بسابق قدره يعملون.

والإيمان قول وعمل، وهما شيئان ونظامان وقرينان، لا يفرق بينهما، لا إيمان إلا بعمل ولا عمل إلا بإيمان، والمؤمنون في الإيمان متفاضلون (٤)، وبصالح الأعمال هم مَزيدون (٥)، ولا يخرجون بالذنوب من الإيمان، ولا يكفرون بركوب كبيرة ولا عصيان، ولا يوجب لمحسنهم غير ما أوجب له النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا يشهد


(١) من (مط): «إلى الهبوط».
(٢) في (ب): «بأعمالهم».
(٣) كذا في (ظ)، ووقع في (أ، ت، ع): «بقدرته بإرادته ينفذون»، وجاء في (ب): «وبقدره بإرادته ينفذون».
(٤) في (ب، ظ): «يتفاضلون».
(٥) في (أ، ب، ت، ع): «متزيِّدون».

<<  <  ج: ص:  >  >>