صاحب كتاب «الترغيب والترهيب»، و «كتاب الحجة في بيان المحجة ومذهب أهل السنة» ـ وكان إمامًا للشافعية في وقته رحمه الله تعالى، وجمع له أبو موسى المديني مناقب جليلة (١) لجلالته.
قال في «كتاب الحجة»: «باب في بيان استواء الله سبحانه وتعالى على العرش.
قال الله تعالى:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[طه/٥] وقال في آية أُخرى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}[البقرة/٢٥٥]، وقال:{الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}[الشورى/٤]، وقال تعالى:{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}[الأعلى/١].
وقال أهل السنة: الله فوق السماوات لا يعلوه خلق من خلقه، ومن الدليل على ذلك: أن الخلق يشيرون إلى السماء بأصابعهم، ويدعونه ويرفعون إليه رؤوسهم وأبصارهم، وقال عز وجل:{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ}[الأنعام/١٨]. وقال تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (١٦) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} [تبارك/١٦، ١٧]، والدليل على ذلك الآيات التي فيها ذكر نزول [ب/ق ٤٤ ب] الوحي.