للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو مستوٍ على عرشه بلا كيف كما أخبر عن نفسه.

قال: وزعم هؤلاء أنه لا تجوز الإشارة إلى الله سبحانه بالرؤوس والأصابع إلى فوق، فإن ذلك يوجب التحديد، وقد أجمع المسلمون أن الله سبحانه هو (١) العلي الأعلى، ونطق (٢) بذلك القرآن.

وزعم هؤلاء أن ذلك بمعنى: علو (٣) الغلبة، لا علو الذات. وعند المسلمين أن لله عز وجل علو الغلبة والعلو من سائر وجوه العلو؛ لأن العلو صفة مدح، فنثبت أن لله تعالى علوَّ الذات، وعلو الصفات، وعلو [ب/ق ٤٥ أ] القهر والغلبة. وفي منعهم الإشارة إلى الله سبحانه وتعالى من (٤) جهة الفوق خلاف منهم لسائر الملل؛ لأن جماهير المسلمين وسائر الملل قد وقع منهم الإجماع على الإشارة إلى الله سبحانه وتعالى من جهة الفوق في الدعاء والسؤال، واتفاقهم بأجمعهم على ذلك حُجَّة، ولم يستجز أحد الإشارة إليه من جهة الأسفل، ولا من سائر الجهات سوى جهة الفوق.

وقال تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل/٥٠].

وقال: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} [فاطر/١٠].


(١) ليس في (ظ).
(٢) في (ظ): «ونطلق» وكتب عليها الناس في الحاشية: لعله: «ونطق».
(٣) سقط من (ظ) فقط.
(٤) في (أ، ب): «إلى».

<<  <  ج: ص:  >  >>