للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: ويبيِّن سوء تأويلهم في استوائه على عرشه على غير ما تأولوه من الاستيلاء وغيره: ما قد علمه أهل العقول أنه لم يزل مستوليًا على جميع مخلوقاته بعد اختراعه لها، وكان العرش وغيره في ذلك سواء، فلا معنى لتأويلهم بإفراد العرش بالاستواء الذي هو في تأويلهم الفاسد استيلاء وملك وقهر وغلبة.

قال: وكذلك بَيّن أيضًا أنه (١) على الحقيقة بقوله عز وجل: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} [النساء/١٢٢] فلما رأى المُنْصِفون (٢) إفراد ذكره بالاستواء على عرشه بعد خلق سمواته وأرضه وتخصيصه بصفة الاستواء علموا أن الاستواء هنا غير الاستيلاء ونحوه، فأقروا بوصفه بالاستواء (٣) على عرشه، وأنه على الحقيقة لا على المجاز؛ لأنه الصادق في قِيله، ووقفوا عن تكييف ذلك وتمثيله؛ إذ ليس كمثله شيء من الأشياء» (٤).


(١) في (ت): «إن الله».
(٢) في (ب): «المصنِّفون» وهو خطأ.
(٣) سقط من (ت) قوله: «هنا غير الاستيلاء ونحوه، فأقروا بوصفه بالاستواء».
(٤) انظر: نقض التأسيس (١/ ١٧٥ ـ ١٧٩)، والعلو للذهبي (٢/ ١٣٦٥، ١٣٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>