للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقلنا لهم: لِمَ قطعتم الخبر من أوله؟ إن الله تعالى يقول: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ} [المجادلة/٧]، يعني علمه فيهم أينما كانوا (١): {ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المجادلة/٧] ففتح الخبر بعلمه، وختمه بعلمه».

قال الإمام (٢) أحمد: «وإذا (٣) أردت أن تعلم أن الجهمي كاذب على الله سبحانه وتعالى حين زعم أنه في كل مكان، ولا يكون في مكان دون مكان، فقل له: أليس كان الله ولا شيء؟ فيقول: نعم. فقل له: فحين خلق الشيء خلقه في نفسه أو خارجًا عن نفسه؟ فإنه يصير إلى أحد ثلاثة أقوال (٤):

إن زعم أن الله تعالى خلق الخلق في نفسه: كفر حين زعم أن الجن والإنس والشياطين وإبليس في نفس الله (٥).

وإن قال: خلقهم خارجًا من نفسه ثم دخل فيهم: كفر أيضًا حين


(١) سقط من (أ، ت): «يعني: علمه فيهم أينما كانوا».
(٢) من (ب).
(٣) في (ب، ع): «وإن» والمثبت من كتاب أحمد، وباقي النسخ.
(٤) في (أ، ب، ع): «أقاويل»، وزاد أحمد في كتابه: «لابُدَّ له من واحدٍ منها».
(٥) في (أ، ظ، ع): «نفسه».

<<  <  ج: ص:  >  >>