للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أُناسًا من الكفار يقال لهم: السُّمَنِيَّة (١)، فعرفوا الجهم، فقالوا له: نكلمك فإن ظهرت حجتنا عليك دخلت في ديننا، وإن ظهرت حجتك علينا دخلنا في دينك، وكان فيما (٢) كلموا جهمًا، قالوا: ألست تزعم أن لك إلهَا؟ قال الجهم [ب/ق ٥٣ ب]: نعم. قالوا له: فهل رأت عينك إلهك؟ قال: لا. قالوا: فهل سمعت كلامه؟ قال: لا. قالوا: فهل شممت له رائحة؟ قال: لا. قالوا: فهل وجدت له حِسًّا؟ قال: لا. قالوا: فهل وجدت له مَجَسًّا؟ قال: لا. قالوا: فما يدريك أنه إله؟ قال: فتحيَّر الجهم فلم يدر مَنْ يعبد (٣) أربعين يومًا، ثم إنه استدرك حُجَّة من جنس حُجج (٤) زنادقة النصارى، وذلك أن زنادقة النصارى يزعمون أن الروح الذي (٥) في عيسى ابن مريم روح الله ومن ذات الله، فإذا أراد أن يُحْدِث أمرًا دخل في بعض خلقه؛ فتكلم على لسانه، فيأمر بما يشاء وينهى عما يشاء، وهو روح غائب عن الأبصار، فاستدرك الجهم حجة (٦)

مثل هذه الحجة، فقال للسُّمَني: ألست تزعم أن فيك روحًا؟ [ظ/ق ٥٠ أ] قال: نعم. قال: فهل رأيت روحك؟ قال: لا. قال: فهل سمعت كلامه؟ قال:


(١) هكذا ضبطها ناسخ (ظ).
(٢) في (أ، ت، ع): «مما».
(٣) سقط من (أ، ت، ظ، ع): «من يعبد».
(٤) في (أ، ت، ظ، ع): «حُجَّة».
(٥) في (أ، ت، ظ، ع): «التي».
(٦) سقط من (ت) ..

<<  <  ج: ص:  >  >>