للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفاروق (١) بإسناده.

وكذلك من تأمل تبويب ابن ماجه في «السنة والرد على الجهمية» في أول كتابه (٢)، وتبويب أبي داود (٣) فيما ذكر في الجهمية والقدرية وسائر أئمة أهل الحديث= علم مضمون قولهم (٤)، وأنهم كلهم على طريقة واحدة وقول واحد؛ ولكن بعضهم بَوَّب وترجم، ولم يزد على الحديث غير التراجم والأبواب. وبعضهم: زاد التقرير وإبطال قول المخالف. وبعضهم سَرَدَ الأحاديث ولم يترجم لها.

وليس فيهم من أبطل حقائقها وحرَّفها عن مواضعها، وسمَّى تحريفها تأويلًا كما فعلته الجهمية؛ بل الذي بين أهل الحديث والجهمية من الحرب أعظم مما (٥) بين عسكر الكفر وعسكر الإسلام. وابن ماجه قال في أول «سننه»: باب ما أنكرت الجهمية (٦)، ثم روى


(١) كما في مجموع الفتاوى (٥/ ٥٠): حيث قال: «هو على العرش كما وصف في كتابه، وعلمه وقدرته وسلطانه في كل مكان».
(٢) السنن، حيث قال في المقدمة، (١٣) باب: فيما أنكرت الجهمية (ص/٣٥).
(٣) في السنن، في (٣٩) كتاب السنة، (١٦) باب: في القدر (ص/٥١١)، و (١٨) باب في الجهمية (ص/٥١٤)، وباب في الرد على الجهمية (ص/٥١، ٥١٦).
(٤) في (ظ): «أقوالهم».
(٥) في (ظ): «ما».
(٦) باب (١٣) (ص/٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>