للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما يجيء به الشياطين للتائبين من الوسوسة.

«وأما الوجه الثالث الذي يأتي به الناس إذا هم امتنعوا عليه واعتصموا بالله: فإنه يوسوس لهم [ظ/ق ٦٤ ب] في أمر الخالق؛ ليفسد عليهم أصول التوحيد ــ وذكر كلامًا طويلًا إلى أن قال: ــ فهذا من أعظم ما يوسوس به في التوحيد بالتشكيك، أو في (١) صفات الرب بالتشبيه والتمثيل، أو بالجحد لها والتعطيل، وأن يدخل عليهم مقاييس عظمة الرب بقدر عقولهم فيهلكوا (٢)، أو يضعضع أركانهم إن لم (٣) يلجأوا في ذلك إلى العلم وتحقيق المعرفة بالله عز وجل من حيث أخبر عن نفسه ووصف به نفسه ووصفه به رسوله، فهو تعالى القائل: أنا الله، لا الشجرة، الجائي هو لا أمره، المستوي على عرشه بعظمة جلاله (٤) دون كل مكان، الذي كلَّم موسى تكليمًا وأراه من آياته عظيمًا، فسمع موسى كلام الله الوارث لخلقه، السميع لأصواتهم، الناظر بعينه إلى أجسامهم، يداه مبسوطتان وهما غير نعمته وقدرته، خلق آدم بيده»، ثم ساق كلامًا


(١) في (ب): «وفي»، وفي (ع): «في».
(٢) في نقض التأسيس: «فيهلكوا إن قبلوا».
(٣) في (ب): «إلا أن»، وفي (ع): «إذا لم».
(٤) في (ع): «بعظمته جلَّ جلاله»، وفي (مط): «بعظمته وجلاله» وهو الموافق لما في نقض التأسيس، والمثبت هو الموافق لما في العلو للذهبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>