للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكما هو أهله ومستحقه، ... ونستعينه استعانة من فوض إليه أمره، وأقر أنه لا ملجأ ولا منجا منه إلا إليه، ونستغفره استغفار مقرٍّ بذنبه، معترف بخطيئته، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارًا بوحدانيته، وإخلاصًا لربوبيته، وأنه العالم بما تبطنه الضمائر، وتنطوي عليه السرائر، وما تخفيه النفوس، وما تجنُّ (١) البحار [ظ/ق ٦٨ أ]، وما تواري الأسوار (٢)، وما تغيض الأرحام وما تزداد، وكل شيء عنده بمقدار (٣).

وساق خطبة طويلة بيَّن فيها مخالفة المعتزلة لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وإجماع الصحابة، إلى أن قال فيها: ودافعوا أن يكون لله وجه [ب/ق ٧٢ أ] مع قوله: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن/٢٧]، وأنكروا أن يكون لله يدان مع قوله: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص/ ٧٥]، وأنكروا أن يكون لله عينان (٤) مع قوله: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} [القمر/ ١٤] وقوله: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه/٣٩]، ونفوا ما رُوي عنه صلى الله عليه وآله وسلم من قوله: «إن الله ينزل إلى سماء


(١) في (أ، ت، ع): «تجري»، وفي (ب): «تجر».
(٢) وفي الإبانة «الأسراب»، وفي (أن، ت، ب): «الأسرار» وهو خطأ.
(٣) انظر: الإبانة (ص/٥ ـ ٦)، وتبيين كذب المفتري (ص/١٥٢، ١٥٣).
(٤) في (ب): «أن يكون له عين»، وفي (ظ): «أن يكون له عينان»، وفي (ع): «أن يكون له عينًا».

<<  <  ج: ص:  >  >>