للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها، فلهذا السبب (١) نقول: يا ليتنا بقينا على العدم الأول، وليتنا (٢) ما شاهدنا هذا العالم، وليت النفس (٣) لم تتعلق بهذا البدن، وفي هذا المعنى قلت:

نهاية إقدام العقول عقال ... وأكثر سعي العالمين ضلال

وأرواحنا في وحشة من جسومنا ... وحاصل دنيانا أذى ووبال

ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا

وكم قد رأينا من رجالٍ ودولةٍ ... فبادوا جميعًا مسرعين وزالوا

وكم من جبالٍ قد علت شرفاتها ... رجال فزالوا والجبال جبال

واعلم أنه بعد التوغل (٤) في هذه المضايق، والتعمق في الاستكشاف عن أسرار هذه الحقائق، رأيت الأصوب الأصلح في هذا


(١) سقط من (ظ).
(٢) في (ظ): «يا ليتنا».
(٣) سقط من (أ، ت): «العالم وليت النفس».
(٤) في (ب): «التغول»، وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>