للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واحدة، وهذا خطأ لفظًا ومعنى، وإنما أوجب لهم هذا الإشكال والخطأ أنهم لما اعتقدوا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى ربه وكان قوله: "أنَّى أراه" كالإنكار للرؤية حاروا في الحديث، وردَّه بعضهم باضطراب لفظه، وكل هذا عدول عن موجب الدليل.

وقد حكى عثمان بن سعيد الدارمي في كتاب "الرد له" (١) إجماع الصحابة على أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يَرَ ربه ليلة المعراج، وبعضهم استثنى ابن عباس من ذلك، وشيخنا (٢) يقول: ليس ذلك بخلافٍ في الحقيقة، فإن ابن عباس لم يقل رآه بعيني رأسه، وعليه اعتمد أحمد في إحدى (٣) الروايتين حيث قال: إنه - صلى الله عليه وسلم - رآه، ولم يقل بعيني رأسه (٤). ولفظ أحمد كلفظ ابن عباس [ظ/ق ٣ ب] رضي الله عنهما. اهـ.

ويدل على صحة ما قاله شيخنا في معنى (٥) حديث أبي ذر رضي الله عنه، قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الآخر: "حجابه النور" (٦). فهذا النور هو ـ والله


(١) هو نقض الدارمي على بشر المريسي (ص/١٦٦، ١٦٧)، ط. أضواء السلف.
(٢) يعني: ابن تيمية.
(٣) في (ب): "أحد"، وفي (ع): "بإحدى" بدل "في إحدى".
(٤) انظر هذه الرواية في: المسند (٣٥/ ٣١٢) رقم (٢١٣٩٢)، وفي مجموع الفتاوى (٣/ ٣٨٦، ٣٨٧).
(٥) ليس في (ت).
(٦) أخرجه مسلم في صحيحه رقم (١٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>