للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأدلة من السنة النبوية:

جاء في سورة براءة وصف الرسول، صلى الله عليه وسلم {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} (التوبة:١٢٨) . وكذلك فقد جاءت الأحاديث عنه، صلى الله عليه وسلم تبين يسر هذا الدِّين، وتحمل النّهي عن التّشدّد والتّعمّق والغلوّ، بل ترك، صلى الله عليه وسلم كثيرًا من الأعمال رحمة بأمّته وخشية من أن يشقّ عليها، وهذا يخالف يسر الدّين وسماحته (١) .

وسأذكر بعض الأحاديث التي تؤكّد حقيقة يسر الإسلام وبعده عمَّا يخرج عن منهج الوسطيَّة.

وقد تنوَّعت أساليب رسول الله، صلى الله عليه وسلم في توجيه أمّته لهذه الحقائق وتأصيلها.

فنجد في الأحاديث ما جاء صريحًا في بيان أنَّ هذا الدّين دين اليسر والسّماحة، وأنَّه، صلى الله عليه وسلم بُعِثَ بذلك.

فقد روت عائشة - رضي الله عنها- أنَّ رسول الله، صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ الله لم يبعثني معنّتًا ولا متعنِّتًا، ولكن بعثني معلِّمًا ميسِّرًا» (٢) .

وقال لمعاذ بن جبل وأبي موسى الأشعري لمَّا بعثهما إلى اليمن: «يَسِّرا ولا تُعسِّرا وبَشِّرا ولا تُنَفِّرا» (٣) .


(١) - انظر: رفع الحرج ص (٧٥) ، والإشارة للغلو والمشقة.
(٢) - أخرجه مسلم (٢ / ١١٠٥) رقم (١٤٧٨) .
(٣) - أخرجه البخاري (٥ / ١٠٨) . ومسلم (٣ / ١٣٥٩) رقم (١٧٣٣) .

<<  <   >  >>