بعد أن عرفنا مدلول الغلوّ والجفاء والإفراط والتَّفريط، نأتي للحديث عن الصّراط المستقيم.
إنَّنا بدون فهم معنى (الصّراط المستقيم) ، وتحديد مدلوله، لا نستطيع فهم (الوسطيَّة) على معناها الصّحيح.
وقد ورد لفظ (الصّراط المستقيم) ، في القرآن الكريم عشرات المرَّات، وجاء - أيضًا - بلفظ {صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا}(النساء: من الآية ٦٨) و {صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ}(الأعراف: من الآية ١٦) و {صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا}(الأنعام: من الآية ١٥٣) ونحو ذلك.
ففي سورة الفاتحة نجد قوله - تعالى -: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}(الفاتحة:٦) ثم يفسّره بأنه: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}(الفاتحة:٧) .