للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي سورة الجن: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا} (الجن:١٦) . وفي التّكوير: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ} {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ} (التكوير:٢٧، ٢٨) .

وهذه الآية نصّ في أنّ القرآن كله دعوة للاستقامة والسير على المنهج الحقّ، قال القرطبيّ: {إِنْ هُوَ} (التكوير: من الآية ٢٧) يعني القرآن {إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ} (التكوير: من الآية ٢٧) أيْ: موعظة وزجر. {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ} (التكوير:٢٨) أي يتبع الحق ويُقيم عليه (١) .

ومما سبق يتّضح لنا أن سورة الفاتحة وضعَت القاعدة والمنطلق، ورسمَت المنهج وحددت معالمه، ثم جاءت الآيات بعد ذلك مقرّرة لذلك، وداعية إليه.


(١) - انظر: تفسير القرطبي (١٩ / ٣٤٣) .

<<  <   >  >>