للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وآيات أخذ العهد والميثاق على بني إسرائيل كثيرة جدًا (١) ولكن ماذا كانت النتيجة: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ} (المائدة: من الآية ١٣) . ونقض العهد والغدر يُنبئ عن مكانة الأنبياء في نفوسهم وعقيدتهم فيهم.

٣- أنهم تنقّصُوا بعض الأنبياء والرسل، عليهم الصلاة والسلام، ورموهم بارتكاب كبائر الذنوب، ورموهم بالنقائص والعيوب، والتوراة - المحرفة - مليئة بهذا اللون، وفيها من الخزي والعار ما ينَدى له الجبين.

فنسبوا لهارون، عليه السلام، أنّه صنع لهم العجل الذي عبدوه من دون الله، ورموا نبي الله سليمان، عليه السلام، بأنه في أواخر أيّامه مال إلى ممالأة نسائه على عبادة الأوثان، وبني لهن المعابد والأوثان، وأنّه لم يكن مخلصًا في إيمانه بربه عز وجل.

واتهموا نوحًا، عليه السلام، بأنّه كان يشرب الخمر، واتهموا داود ولوطًا، عليهما السلام، بالزنا، إلى غير ذلك من النقائص والتهم التي يقشعرّ لها قلب كل مؤمن (٢) .


(١) - انظر: تفصيل ذلك في كتاب العهد والميثاق في القرآن للمؤلف حيث تجد فصلا خاصًّا بذلك.
(٢) - انظر: تفصيل ذلك وأدلته في وسطيَّة أهل السنة ص (٢٨٩) .

<<  <   >  >>