للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثالث: قوله - تعالى -: {رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} (البقرة: من الآية ٢٨٦) . قال البقاعي تعليقًا على هذه الآية: وقد عرف الله عباده المؤمنين مواقع نعمه من دعاء رتّبه على الأخف فالأخف على سبيل التعلي، إعلامًا بأنه لم يؤاخذهم بما اجترحوه نسيانًا، ولا بما قارفوه خطأ، ولا حمل عليهم ثقلا، بل جعل شريعتهم خفيفة سمحة، ولا حمّلهم فوق طاقتهم، مع أنَّه له جميع ذلك، وأنَّه عفا عنهم في سترهم فلم يخجلهم بذكر سيئاتهم. (١) .

قال الدكتور / صالح بن حميد معلّقًا على آيات عدم التّكليف بما لا يُطاق: ولاشكّ أنّ الأحكام الشّرعية إذ كانت مطلوبة في حدود الوسع والاستطاعة دون بلوغ غاية الطّاقة، ففي ذلك الدّلالة الظّاهرة على أن الحرج مرفوع، وأنَّ الشريعة مبنية على التيسير، وعدم التعسير، فهي حنيفيَّة سهلة سمحة (وسطيَّة) ، فلله الحمد والمنَّة (٢) .

وقال الإمام الطبري: يعني بذلك - جلّ ثناؤه -: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} (البقرة: من الآية ٢٨٦) فيتعبدّها إلا بما يسعها، فلا يضيّق عليها، ولا يجهدها (٣) .


(١) - انظر: تفسير القاسمي (٣ / ٧٣٣) ، وانظر: لما سبق كتاب رفع الحرج في الشريعة ص (٧١) .
(٢) - انظر: رفع الحرج في الشريعة ص (٧٣) .
(٣) - انظر: تفسير الطبري (٣ / ١٥٤) .

<<  <   >  >>