وروى ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله - تعالى -: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}(آل عمران: من الآية ١٠٢) . وقال: لما نزلت هذه الآية اشتد على القوم العمل فقاموا حتى ورمت عراقيبهم، وتقرّحت جباههم فأنزل الله - تعالى - هذه الآية، تخفيفًا على المسلمين:{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}(التغابن: من الآية ١٦) . فنسخت الآية الأولى (١) .
ودلالة الوسطيَّة على هذا القول واضحة جلية.
وأخيرًا: نقف أمام قوله - تعالى - في سورة المزمل:{يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}{قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا}{نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا}{أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}(المزمل:١-٤) . ثم قال في آخر السورة:{إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ}(المزمل: من الآية ٢٠) .