قال ابن كثير في الآية الأولى:{كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ}(المائدة: من الآية ٧٩) . أي: كان لا ينهى أحد منهم أحدًا عن ارتكاب المآثم، والمحارم، ثم ذمهم على ذلك ليحذّر أن يرتكب مثل الذي ارتكبوه، فقال:{لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}(المائدة: من الآية ٧٩) .
وقال القرطبي:{كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ}(المائدة: من الآية ٧٩) أي لا ينهى بعضهم بعضًا. {لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}(المائدة: من الآية ٧٩) ذم لتركهم النهي، وكذا من بعدهم يذم من فعل فعلهم (١) .
وقال الطبري في الآية الثانية:{لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ}(المائدة: من الآية ٦٣) . هلاّ ينهى هؤلاء الذين يسارعون في الإثم والعدوان وأكل الرشاء في الحكم من اليهود من بني إسرائيل ربانيوهم، وهم أئمتهم المؤمنون، وساستهم العلماء بسياستهم وأحبارهم، وهم علماؤهم وقوادهم.