هذه بعض الآيات التي تبين خطوط الانحراف عن الصراط المستقيم في جمع المال وحبه، والآيات كثيرة جدًا.
ولأجل المزيد من إلقاء الضوء على هذه القضية فسأذكر شيئًا من أقوال المفسرين حول بعض هذه الآيات:
قال الطبري في قوله - تعالى -: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ}(التكاثر:١) ألهاكم أيها الناس المباهاة بكثرة المال والعدد عن طاعة ربكم، وعما ينجيكم من سخطه عليكم.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم كلام يدل على أن معناه التكاثر بالمال (١) .
وقال ابن كثير في قوله - تعالى -: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ}{الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ}(الهمزة:١، ٢) الهماز بالقول واللماز بالفعل، يعني يزدري الناس وينتقص بهم.
(١) - انظر: تفسير الطبري (٣٠ / ٢٨٣) . ويشير إلى ما رواه عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال: انتهيت إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو يقرأ (ألهاكم التكاثر) وهو يقول: «يقول ابن آدم: مالي مالي!! وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت أو تصدقت فأبقيت» . أخرجه مسلم رقم (٢٩٥٨) والترمذي (٥ / ٤١٧) رقم (٣٣٥٤) - والنسائي (٦ / ٢٣٨) رقم (٣٦١٣) وأحمد (٤ / ٢٤، ٢٦) .