٢- روى الترمذي قال: لما نزل قوله - تعالى -: {الم}{غُلِبَتِ الرُّومُ}{فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ}{فِي بِضْعِ سِنِينَ}(الروم: ١-٤) خرج أبو بكر الصديق يصيح في نواحي مكَّة: {الم}{غُلِبَتِ الرُّومُ}{فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ}{فِي بِضْعِ سِنِينَ}(الروم: ١-٤) قال ناس من قريش لأبي بكر، فذلك بيننا وبينك، زعم صاحبك أن الرّوم ستغلب فارس في بضع سنين، أفلا نراهنك على ذلك؟! قال: بلى - وذلك قبل تحريم الرّهان - فارتهن أبو بكر والمشركون، وتواضعوا الرّهان، وقالوا لأبي بكر: كم تجعل البضع: ثلاث سنين إلى تسع سنين، فسمّ بيننا وبينك وسطًا ننتهي إليه، فسمّوا بينهم ست سنين (١) .
والستّ هنا هي الوسط بين ثلاث وتسع، فقبلها ثلاث وبعدها ثلاث.
(١) - أخرجه الترمذي (٥ / ٣٢١، ٣٢٢) رقم (٣١٩٤، ٣١٩٥) ، قال فيهما الترمذي: حسن صحيح غريب.