يقول - تعالى - ردًّا على من حرّم شيئًا من المآكل والمشارب أو الملابس من تلقاء نفسه من غير شرع من الله، قل يا محمد لهؤلاء المشركين الذين يحرمون ما يُحّرمون بآرائهم الفاسدة وابتداعهم:{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ}(الأعراف: من الآية ٣٢) أي: هي مخلوقة لمن آمن بالله وعبده في الحياة الدنيا، وإن شركهم فيها الكفار حبًا في الدنيا، فهي لهم خاصة يوم القيامة، لا يشركهم فيها أحد من الكفار (١) .
وقال الطبري في قوله - تعالى -: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ}(الأعراف: من الآية ٣٣) .
يقول الله - تعالى - ذكره لنبيه محمد، صلى الله عليه وسلم قل يا محمد لهؤلاء المشركين الذين يتجرّدون من ثيابهم للطواف بالبيت، ويحرمون أكل طيبات ما أحل الله لهم من رزقه، أيّها القوم إن الله لم يحرّم ما تحرمونه، بل أحّل ذلك لعباده المؤمنين وطيّبه لهم، وإنّما حرم ربيّ القبائح من الأشياء، وهي الفواحش، ما ظهر منها فكان علانية، وما بطن منها فكان سرًّا في خفاء.