للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ} (الروم: من الآية ٣٦) أي: شدّة {بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} (الروم: من الآية ٣٦) أي: من المعاصي والآثام: {إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ} (الروم: من الآية ٣٦) أي: ييأسون من روح الله.

قال: هذا إنكار على الإنسان من حيث هو، إلا من عصمه الله ووفقّه، فإن الإنسان إذا أصابته نعمة بطر وقال: {ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ} (هود: من الآية ١٠) أي يفرح في نفسه، ويفخر على غيره.

وإذا أصابته شدّة قنط وأيس أن يحصل بعد ذلك خير بالكلية، ثم بين المنهج الوسط.

قال الله - تعالى -: {إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} (هود: من الآية ١١) أي: صبروا في الضراء، وعملوا الصالحات في الرّخاء، كما ثبت في الصحيح: «عجبًا للمؤمن، لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيرًا له، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرًا له» (١) .


(١) - انظر: تفسير القاسمي ص (٤٧٨٠) . والحديث أخرجه مسلم (٤ / ٢٢٩٥) . رقم (٢٩٩٩) .

<<  <   >  >>