للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١- جاء وصف هذه الأمة بالوسطيَّة في قوله - تعالى -: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} (البقرة: من الآية ١٤٣) وصح عنه، صلى الله عليه وسلم أنَّه فسَّر الوسط هنا بالعدل (١) وفي رواية: ((عدولا)) (٢) . والمعنى واحد.

وإذا نظرنا إلى العدل وجدناه يتضمَّن معنى الخيريَّة، والعدل كذلك يُقابله الظّلم، والظّلم له طرفان، فإذا مال الحاكم إلى أحد الخصمين فقد ظلم، والعدل وسط بينهما، دون حيف إلى أي منهما (٣) .

ولذلك فقول صاحب (الوسطيَّة في الإسلام) (٤) .


(١) - كما عند البخاري وقد تقدّم تخريجه ص (١٩) .
(٢) - كما في رواية الطبري. انظر: ص (٢٠) .
(٣) - ومثل ذلك - أيضًا - قوله - تعالى -: (قال أوسطهم) . [سورة القلم، الآية: ٢٨] . فإن جمهور المفسرين فسروها «بأعدلهم» كما سبق، والعدل وسط بين طرفي الظلم كما قررت هنا، فاجتمعت الصفتان: البينيَّة والخيريَّة.
(٤) - انظر: الوسطيَّة في الإسلام ص (٣٣) .

<<  <   >  >>