للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قيل: إن معنى ذلك بخلاف ما ذهبت إليه، وإنَّما معناه أنتم خير أمَّة، كما قيل: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ} (الأنفال: من الآية ٢٦) وقد قال في موضع آخر: {وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ} (الأعراف: من الآية ٨٦) فإدخال كان في مثل هذا وإسقاطها بمعنى واحد، لأنّ الكلام معروف معناه.

ولو قال - أيضًا - في ذلك قائل: {كُنْتُمْ} (الأعراف: من الآية ٨٦) بمعنى التَّمام، كان تأويله: خلقتم خير أمَّة، أو وجدتم خير أمَّة، كان معنى صحيحًا (١) .

وفي تفسيره لقوله - تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} (البقرة: من الآية ١٤٣) قال: وأمّا التّأويل فإنَّه جاء بأن الوسط العدل، وذلك معنى الخيار، لأنَّ الخيار من النَّاس عدولهم (٢) .

وممَّا سبق يتَّضح أن الخيريَّة ممَّا فسر به معنى الوسطيَّة التي ذكرها الله من خصائص هذه الأمَّة، فما هي هذه الخيريَّة التي نعرف بها وسطيَّة هذه الأمَّة؟

قال الطبري في تفسير آية الخيريَّة:


(١) - انظر: تفسير الطبري (٤ / ٤٥) .
(٢) - انظر تفسير الطبري (٢ / ٧) .

<<  <   >  >>