للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم بيّن وجه الخيريَّة بما لم يحصل مجموعه لغيرهم، بقوله: {تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (آل عمران: من الآية ١١٠) فبهذه الصفات فضّلوا على غيرهم ممن قال - تعالى - فيهم: {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} (المائدة:٧٩) {وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ} (النساء: من الآية ١٥٠) .

قال أبو السّعود:

{وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (آل عمران: من الآية ١١٠) أي إيمانًا متعلّقًا بكلّ ما يجب أن يؤمن به من رسول وكتاب وحساب وجزاء، وإنّما لم يُصرّح به تفصيلا لظهور أنّه الذي يؤمن به المؤمنون، وللإيذان بأنَّه هو الإيمان بالله - تعالى - حقيقة (١) .

وقد وردت بعض الأحاديث التي تدلّ على خيريَّة هذه الأمَّة منها:

١- روى الترمذي في تفسيره لهذه الآية أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّكم تتّمون سبعين أمَّة أنتم خيرها وأكرمها على الله» (٢) .


(١) - انظر: تفسير القاسمي (٤ / ٩٣٦) .
(٢) - أخرجه الترمذي (٥ / ٢١١) رقم (٣٠٠١) . وابن ماجه (٢ / ١٤٣٣) رقم (٤٢٨٨) وأحمد (٥ / ٥) . والدارمي (٢ / ٤٠٤) رقم (٢٧٦٠) . قال الترمذي: هذا حديث حسن. ووافقه الألباني كما في المشكاة رقم (٦٢٨٥) .

<<  <   >  >>