ولو كان الكلام الذي فيه غير مقبول. ولذلك فقد ذَكَرَ غَيْرَ واحدٍ من شيوخه، ودافع عنهم، أو ذكرهم وجرحهم وأيّد أنهم مجروحون؛ وذلك حسب حالهم. فلم يذكر شيخَه ثُمَامَ بنَ الليث هذا في (الكامل)، وهذا يعني أنه لم يعرف عنه ما يستحق به أن يُذكر في المتكلَّم فيهم.
ولا يقال في نحو شيخِه هذا: لعلّه لم يعرف حالَه، أو لم يتبيَّن له جَرْحُهُ، أو فاته؛ لأنه شيخُه، وهو من أعرف الناس به.
أمّا الدارقطني فقد أعلن عن عدم علمه بحاله، وهذا لا يقدح في علم ابن عدي به، الذي روى عنه، ولم يَرَ فيه ما يستحقّ به أن يكون من المتكلَّم فيهم.
وهذه قاعدة: أن كل من روى عنهم ابنُ عدي، ولم يذكرهم في كتابه (الكامل) بالترجمة والتضعيف، فهم مقبولو الرواية عنده؛ خاصه مَنْ لم يُجْرَحُوا بشيءٍ البتّة، حتى عند غير ابن عدي!
وتظهر أهميّة هذه القاعدة وجدواها فيما يزيد على ألف شيخ روى عنهم ابنُ عدي (انظرهم في كتاب: ابن عدي ومنهجه في الكامل للدكتور زهير عثمان علي نور ٢/ ٢٣٥ - ٢٩٧)، وجُل هؤلاء أو كثيرٌ منهم لا نجد فيهم جرحًا أو تعديلًا، بل ربّما لم نجد لهم ترجمة؛ فبمجرّد رواية ابن عدي عنهم -مع عدم تضعيفهم أو الترجمة لهم في (الكامل) - يكونون مقبولي الرواية عنده، بل