للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد توضع موضع الفاء كقول الشاعر:

كهز الرديني تحت العجاج ... جرى في الأنابيب ثم اضطرب

فهناك تفيد التعقيب والتريب كالفاء١.

وقصة الكسائي مع أبي يوسف الرشيد من الأمثلة الواضحة على دلالة كل حرف من حروف العطف السالفة الذكر، فقد سأل الرشيد أبا يوسف في رجل قال لامرأته أنت طالق طالق قال: واحدة، قال: فإن قال لها: أنت طالق وطالق، قال واحدة، قال: فإن قال له أنت طالق ثم طالق، قال واحدة، قال: فإن قال لها: أنت طالق وطالق وطالق، قال واحدة، قال الكسائي: يا أمير المؤمنين أخطأ يعقوب في اثنتين، وأصاب في اثنيتن، أما قوله: أنت طالق طالق طالق فواحدة، لأن الثنتين الباقيتين توكيد، وأما قوله أن طالق أو طالق أو طالق، فهذا شك؛ فوقعت الأولى التي تتيقن، وأم قوله أنت طالق ثم طالق ثم طالق، فثلاث لأنه نسَّق، وكذلك قوله أنت طالق وطالق وطالق٢.

وقد رأيت أن أكتفي بهذه الحروف؛ لأهميتها إذ لا داعي للحديث عن الحروف الباقية.


١ راجع فيما يتعلق باستخدام حروف العطف في القرآن الكريم كتاب: الدكتور عبد الفتاح لاشين: من أسرار التعبير في القرآن حروف القرآن عكاظ للنشر والتوزيع، سنة ١٤٠٣هـ، ١٩٨٣ من ص ٦٨ إلى ص ٩٣.
٢ نزهة الألباب للأنباري، ص ٦٧.

<<  <   >  >>