الأصل في الندوة أن تدور حول موضوع أو قضية تشغل أذهان مجموعة من المختصين في مجال معين علمي أو أدبي أو اجتماعي.
والندوة - لغويًا - الجماعة، فندوت القوم أندوهم إذا جمعتهم في النادي، وبه سميت دار الندوة بمكة كما جاء في لسان العرب١. فالتجمع هو الأساس في المادة اللغوية.
والندوة تقوم على محورين رئيسيين: هما المحاضرة والمحاورة، إذ من المتبع أن يتحدث كل مشارك في الندوة حول جانب من جوانب القضية التي تدور حولها بمشاركة الحضور، ويتميز الحوار بين المشاركين بطرح وجهات النظر المؤيدة أو المعارضة مدعمة بالأدلة والبراهين، ويغلب أن تكون مشاركة الجمهور عن طريق الأسئلة التي توجه إلى أعضاء الندوة حسب اختصاصهم أو الجوانب التي تحدثوا فيها، وهناك أنواع من الندوات منها:
أولًا: الندوة المغلقة التي تقتصر على الأعضاء المشاركين، ويكون لها مدير خاص يتولى إدارة الحوار بين الأعضاء، والندوة المغلقة قسمان:
أ- الندوة البحثية التي يقدم كل عضو من الأعضاء فيها بحثًا يخضع للمناقشة بعد إلقائه، وفي هذه الحالة يكون كل بحث معدًا سلفًا قبل موعد الندوة بوقت طويل، ويقتصر دور مدير الندوة في هذه الحالة على تنظيم إلقاء البحوث وإدارة الحوار، ويكون موضوع الندوة تخصصيًا يقتصر على المتخصصين تخصصًا دقيقًا في موضوع الندوة، وفي الغالب فإن الذي يدعو إلى الندوة يكون جهة علمية أكاديمية أو مؤسسة ثقافية أو منظمة دولية متخصصة، ويتم نشر الأبحاث عادة بعد انتهاء الندوة.
١ لسان العرب لابن منظور، دار المعارف بمصر، المجلد السابع "د. ت"مادة ندو ص ٤٣٨٩