الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:-
فهذه مقدمة الطبعة الخامسة لكتاب فن التحرير العربي الذي كان الهدف من تأليفه بيان الأسس التي ينهض عليها فن الكتابة، وقد يسر الله سبحانه وتعالى لهذا الكتاب سبل النشر والانتشار فقرر في عدد من الكليات والجامعات، وقد عمدت إلى معاودة النظر فيه بين الفينة والأخرى؛ فرأيت أن أضيف إليه في هذه الطبعة بعض التطبيقات خصوصًا فيما يتعلق بالإملاء وذلك انسجامًا مع التوجه إلى التركيز على هذا الجانب فيما يتعلق بضوابط الرسم الكتابي، كما ألحقت به صفحات تتصل بالتعبير والإنشاء في مراحل التعليم العام أتت في سياق المنحى التعليمي الجديد الذي يؤكد أهمية إقامة أساليب تدريس هاتين المادتين على قواعد علمية تربوية تنهض بهما وتكرس الاهتمام بوسائل الارتقاء بتدريسهما وتنمية الحس اللغوي ومهارة الكتابة لدى الطلاب في هذه المرحلة من مراحل التعليم.
وقد بقي الكتاب بفصوله ومباحثه الأساسية دون تغيير فيما عدا الإضافات التى أشرت إليها، حرصًا مني على أن يظل الكتاب مؤديًا للغرض الرئيس الذي أعد من أجله.
والله أسأل أن يسدد خطانا جميعًا على طريق الأداء الأمثل لرسالتنا التعليمية التربوية، واضعين نصب أعينا حقيقة بالغة الأهمية وهى تتمثل في أن الحياة في تطور مستمر وأن المراجعة المستمرة أمرٌ ضَرُورِيٌّ؛ فالمياه الراكدة تأسن، والجمود يؤدي إلى التخلف، وأن علينا أن نطور أداءنا باستمرار، خصوصًا فيما يتعلق بتعليم لغتنا قراءة وكتابة وهى قوام هويتنا الثقافية والإنسانية، ولغة القرآن الكريم كتاب الله العزيز.