للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلما أتى الكتاب بجيرًا كتب إلى كعب يقول١:

من مبلغ كعبًا فهل لك في التي ... تلوم عليها باطلًا وهي أحزم

إلى الله -لا العزى ولا اللات- وحده ... فتنجو إذا كان النجاء وتسلم

لدى يوم لا ينجو وليس بمفلت ... من الناس إلا طاهر القلب مسلم

فدين زهير -وهو لا شيء دينه- ... ودين أبي سلمى على محرم

وكان أبو سفيان بن حرب وأبي بن خلف الجمحي قد كتبا إلى الأنصار كتابًا يعاتبانهم فيه على إيوائهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويطلبان منهم أن يخلوا بينه وبين قريش. فكتب إليهما كعب بن مالك الأنصاري في يوم أحد بهذا الشعر -وهو أربعة عشر بيتًا- يرد عليهما فيه، ويذكر أسماء النقباء٢:

أبلغ أبيًّا أنه قال رأيه ... وحان غداة الشعب والحين واقع

أبى الله ما منتك نفسك إنه ... بمرصاد أمر الناس راء وسامع

وأبلغ أبا سفيان أن قد أضا لنا ... بأحمد نور من هدى الله ساطع

فلا ترعين في حشد أمر تريده ... وألب وجمع كل ما أنت جامع

ودونك فاعلم أن نقض عهودنا ... أباه عليك الرهط حين تبايعوا

ثم يذكر أسماء النقباء، ويختم الأبيات الأربعة عشر بقوله:

أولاك نجوم لا يغبك منهم ... عليك بنحسٍ في دجى الليل طالع

وذكروا أن الناس أصبحوا يومًا بمكة، فرأوا مكتوبًا على دار الندوة٣:


١ ابن هشام: السيرة ٤: ١٤٥-١٤٦.
٢ المعجم: ٢٧١-٢٧٤، والأبيات في السيرة ٢: ٨٧-٨٨.
٣ ابن سلام، طبقات فحول الشعراء: ١٩٦-١٩٧ السفاسير: مفردها سفير، وهو السمسار.

<<  <   >  >>