للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢- رواة القبيلة:

وقد سبق لنا قول مفصل عن قيمة الشعر الجاهلي وخطره للقبيلة١؛ إذ هو ديوان أمجادها وأحسابها، وسجل مآثرها ومفاخرها، ومستودع آدابها وأنسابها وأخبارها. وأشرنا إلى عناية القبيلة بمدح الشعراء، وحرصها على إكرامهم واستمالتهم وذكرنا كيف كانت القبيلة تحتفي إذا نبغ فيها شاعر: فتصنع الأطعمة، وتجتمع النساء يلعبن بالمزاهر، كما يصنعن في الأعراس، وتأتي القبائل فتهنئها٢. ودللنا على مبلغ عناية القبيلة بالشعر بأن بني تغلب كانوا يعظمون قصيدة عمرو بن كلثوم المعلقة، وكان يرويها صغارهم وكبارهم حتى هجوا بذلك، فقال بعض شعراء بكر بن وائل٣:

ألهى بني تغلب عن كل مكرمة ... قصيدة قالها عمرو بن كلثوم

يروونها أبدًا مذ كان أولهم ... يا للرجال لشعر غير مسئوم


١ انظر الباب الثاني، الفصل الأول، فقرة "١".
٢ ابن رشيق، العمدة ١: ٤٩.
٣ الأغاني "دار الكتب" ١١: ٥٤.

<<  <   >  >>