للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الباب الثالث: الرواية والسماع]

[الفصل الأول: اتصال الرواية من الجاهلية حتى القرن الثاني]

...

[الفصل الأول: اتصال الرواية من الجاهلية حتى القرن الثاني]

-١-

والرواية، بمدلولها العلمي الأدبي، طور لغوي متأخر، سبقه -فيما نرى- طور ذو دلالة مادية حسية، نحسبها كانت في بدء أمرها محصورة فيما يتصل بالماء من إناء يحمل فيه كالمزادة، ومن حيوان يحمل عليه كالبعير، ومن إنسان يحمله مستقيًا أو متعهدًا دابة السقاية.١ قال لبيد من أبيات٢.

فتولوا فاترًا مشيهم ... كروايا الطبع همت بالوحل

فالروايا من الإبل: الحوامل للماء، واحدتها: راوية.

وقال الأعشى٣:

وتقواده الخيل حتى يطو ... ل كر الرواة وإيغالها

فالرواة هنا: من يقومون على الخيل، مفردها: راوٍ

ثم صارت الرواية تطلق على مطلق الحمل، والراوية على الدابة التي تتخذ لحمل المتاع إطلاقًا، كقول زهير٤:

يسيرون حتى حبسوا عند بابه ... ثقال الروايا والهجان المتاليا


١ قال الجاحظ "الحيوان ١: ٣٣٣" "الرواية؛ هو الجمل نفسه، وهو حامل المزادة، فسميت المزادة باسم حامل المزادة، ولهذا المعنى سموا حامل الشعر والحديث راوية".
٢ ديوانه "القسم الثاني ط. بريل ١٨٩١" ص١٧. الطبع: السقاء، أو نهر بعينه.
٣ ديوانه ق٢١، ب٣٧.
٤ ديوانه: ٢٩١. الهجان: كرام الإبل. المتالي: التي يتبعها أولادها، الواحدة: متلية.

<<  <   >  >>