وهذا العنوان الفرعي لا ينفي العلم عن سائر طبقات الرواة التي قدمناها؛ فقد كان بعض الشعراء الرواة علماء، وكان بعض رواة الشاعر علماء، وكان بعض رواة القبائل علماء، وكان بعض الرواة المصلحين للشعر بل بعض الرواة الوضاعين علماء. غير أن علم أكثر رواة الطبقات الثلاث الأولى كان محدودًا محصورًا في شعر شاعر بعينه أو في شعر قبيلة بعينها، وعلم أكثر رواة الطبقة الخامسة كان يدور على الموضوعات التي ذكرناها من قصص وأشعار وما يشبهها. ومن هنا قصدنا بهذا العنوان أن يدل على طبقة خاصة متميزة من الطبقات التي أشرنا إليها. ومدار تميزها وتفردها على أنها اتخذت من الشعر موضوعًا علميًّا، تدرسه دراسة، وتأخذه عن شيخ أو أستاذ، في مدرسة من مدارس علم الشعر وروايته آنذاك، ونعني بها تلك المجالس والحلقات التي كانت تعقد في المساجد أنو منازل الشيوخ، ويجتمع فيها التلاميذ من العلماء والمتعلمين، يتحلقون حول شيخ شُهد له بالحفظ والرواية ومعرفة كلام العرب والإحاطة الواسعة بشعرهم، وذلك بالاطلاع على ما سبق عصره من جهود الرواة في حفظ الشعر وتدوينه. وتكون وسيلة الدرس مزدوجة تقوم على أمرين: على قراءة ديوان الشاعر