للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهي أبيات١.

ولما طال سجن عدي بن زيد، في حبس النعمان، كتب إلى أخيه أبي وهو مع كسرى بهذا الشعر٢:

أبلغ أبيا على نأيه ... وهل ينفع المرء ما قد علم

بأن أخاك شقيق الفؤا ... د كنت به واثقًا ما سلم

لدى ملك موثق في الحديد ... إما بحق وإما ظلم

فلا أعرفنك كذات الغلا ... م ما لم تجد عارمًا تعترم٣

فأرضك أرضك إن تأتنا تنم نومة ليس فيها حلم

فكتب إليه أخوه أبي رسالة شعرية أخرى أبياتها عشرة نكتفي بذكر مطلعها:

إن يكن خانك الزمان فلا عا ... جز باع ولا ألف ضعيف٤

ثم قام أبي إلى كسرى فكلمه في أمره وعرفة خبره، فكتب إلى النعمان يأمره بإطلاقه.

وكان أحمر بن جندل أسيرًا، في يد صعصعة بن محمود بن عمرو بن مرثد، فأطلقه؛ فقال أخوه سلامة بن جندل هذه الأبيات وبعث بها إلى صعصعة٥:

سأجزيك بالقد الذي قد فككته ... سأجزيك ما أبليتنا العام صعصعا


١ الأبيات في الثعالبي، ثمار القلوب: ١٠٩.
٢ الأغاني ٢: ١١٨-١٢٠.
٣ العارم: الراضع، يقول: إن لم تجد من يرضع منها درت هي فحلبت ثديها، وربما وضعته ثم مجته من فيها.
٤ الألف: الثقيل البطيء الكلام.
٥ ديوان سلامة: ٢١-٢٢، وانظر البيان والتبيين ٣: ٣١٨ مع اختلاف في الألفاظ وترتيب الأبيات.

<<  <   >  >>